skip to Main Content
 | هاتف: 032014260  - 032014262 |  البريد الإلكتروني: admin@rosaryaqaba.com 

اتيكيت الاخلاق قيم سامية نكبر فيها ومعها مع معاذ العيدة

الاخلاق قيم سامية نكبر فيها ومعها

لا شك أن الاخلاق هي مرادف الانسانية بالمعنى الاجتماعي والحياتي وهي اللبنة الاساسية في صلاح الفرد والمجتمع ، وهي الحصن الحصين من الوقوع في براثن السوء والانهزامية والوحدة وضيق النفس وتلوث الروح والعقاب المجتمعي بكافة اشكاله ومضامينه .

وما كان التركيز على الاخلاق واهميتها وفضائلها في الكتب السماوية المقدسة الا دليلا صريحا على ارتباطها المباشر مع شرائع الخالق سبحانة وتعالى ورسالة الانسان ومع عوامل سمو النفس والارتقاء بالحياة .

فيكفي الاخلاق رفعة ومكانة ان تكون من اولى الرسائل والاهداف التي نزلت بها الديانات السماوية . فقد ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )) وورد على لسان سيدنا المسيح عليه الصلاة السلام في انجيل متى (( لا تظلم اجيرا او فقيرا سواء كان من بني اسرائيل او من الغرباء المقيمين )) وفي انجيل لوقا (( احبوا اعدائكم واحسنوا معاملة الذين يبغضونكم )) . كما نظم الكثير من الشعر عن اهمية الاخلاق . فقد قال شوقي

وإذا اصيب القوم بأخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا

وقيل ايضا :

ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والادب

من هنا نستقي أن الجمال جمالان : جمال حسيّ يتمثل بالشكل والهيئة والزينة والجاه والمنصب ، وجمال معنوي يتمثل في النفس والسلوك والذكاء والفطنة والعلم والادب .

وكما يقول المثل (( الرجولة هي الاخلاق )) . لذا عليك ان تنتبه عزيزي الطالب الى ضرورة عدم فصل جانب الاخلاق عن حياتك اليومية بكل تفاصيلها . وعليك الانتباه الى أن الاخلاق لا تستقيم الا بمحاسبة النفس على أي تقصير او سوء تقترفه . كما يجب ان لا يفوتك ان منبع الاخلاق هو البيت . فمن خلال قيامك بواجباتك تجاه بيتك واسرتك فانت صاحب خلق ومن خلال ادائك لصلاتك فأنت صاحب خلق ، ومن خلال صدقك مع نفسك ومع من هم حولك فأنت صاحب خلق ، ومن خلال اختيارك لاحسن الاصحاب فأنت صاحب خلق لان العشرة السيئة تفسد الاخلاق . فاعمل الخير لاصدقائك يزيدون محبة لك ، واعمل الخير لاعدائك ليصبحوا محبين واصدقاء جدد .

فمن خلال تقويمك لسوء صديقك فأنت صاحب خلق ، ومن خلال الحفاظ على نظافة بيتك ونظافتك الشخصية ونظافة صفك ونظافة مدرستك وشارعك وحيّك وقبل هذا نظافتك الداخلية وصون لسانك وعيونك ونظافة قلبك فأنت صاحب خلق . ومن خلال متابعتك لدراستك واهتمامك بتنمية جانب حياتك الاكاديمي فأنت صاحب خلق ، ومن خلال نجاحك في الوصول الى اهداف والديك التي يرجونها لك فهو ردّ للجميل وتأكيدا بأنك صاحب خلق . ومن خلال مراقبتك للجانب السلوكي لديك فأنت صاحب خلق ، فإياك والرضا عن نفسك فإنه يولد الغرور ويطبع بها على قلبك وتغشى بها عيونك فلا تعد تبصر الصحيح من الخطأ ويظهر نقائصك كلها للناس ولا يخفيها الا عليك ويضطرك الى الخمول واياك والعجب فإنه يورطك في الحمق .

كلنا نخطئ وكلنا لنا مساوئ وعيوب ، والعبرة فيمن يتحدى نفسه ويتغلب على اهوائه ، فالاخلاق تستر الكثير من سيئاتنا ، وسوء الخلق يغطي الكثير من حسناتنا وايجابياتنا ، وذلك لأن النظرة البشرية للاشياء دائما ما تكون شمولية وعامة . فاحذروا هذه الشمولية . فاخلاقياتك هي رصيدك عند الناس ، حسن عملك وخلقك تكن اغنى الناس ، وان اردت اشهار افلاسك فسوء خلقك كفيل بذلك . وكما تعلمنا ان لكل شيء مفتاح ، ومفتاح القلوب هو حسن الخلق ، فبامكانك الدخول الى قلوب الآخرين دون ان تنطق بكلمة واحدة ، اذ يكفيك سلوكك الناطق بالصفات الكريمة والاخلاق الحميدة .

الاخلاق بذور موجودة بين ايدينا ، نملكها ونعيشها بالفطرة ، تكبر وتنمو معنا مالم نلبسها رداء السوء والتفكير السلبي والتصرفات الغير مقبولة ، فنحن نكبر والاخلاق تكبر معنا ، نعطيها اهتماما ورعاية فتعطينا قيمة وتميزا ونجاحا وفلاحا ، فهي التي تلون لوحة حياتنا السوداء والبيضاء ليرانا الناس بأحسن هيئة وصورة . فاحرص على ان ترعى الجانب الاخلاقي داخلك لينعكس على خارجك ولتكبر تلك البذرة لتصبح نبتة فشجرة تطرح ثمرا يكون مذاقه السيرة الحسنة والسمعة الطيبة التي نمتلكها عند الناس وفي المجتمع .

اتيكيت 19-03-2016

اعداد : معاذ العيدة

Back To Top